نحييكم أطيب تحية، ونشد على أياديكم، متمنين لكم النجاح فيما سعيتم إليه من تنسيق بين أطراف المعارضة السورية في بلاد الاغتراب، من أجل التغيير الوطني الديمقراطي المنشود في بلادنا. بداية، نود الاعتذار عن عدم تمكننا من المشاركة في لقائكم هذا عبر ممثل مشارك باسم اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق، رغم إدراكنا لأهمية اللقاء وضرورته. ونأمل أن تؤدي رسالتنا إليكم الغرض منها، وتكون إسهاماً متواضعاً، ينقل أفكارنا إلى فضاء لقائكم ومناقشاتكم، التي نرجو أن تكون إضافة نوعية في الحوار الديمقراطي من أجل التغيير. ويهمنا في هذا الصدد، أن نتبادل معكم بعض الآراء والأفكار مساهمة منا بالحوار الدائر: 1- إن " إعلان دمشق " كمشروع وطني للتغيير الديمقراطي في سورية تجاوز مؤسسيه ومؤيديه والمنضوين في إطار توافقاته. وبدأ يكتسب أكثر فأكثر ملامح المشروع الوطني الجامع والموحد لطاقات المعارضة، من أجل إنهاء الاستيداد وإنجاز التغيير وحماية استقلال البلاد. 2- رغم ذلك، ليس لنا أن ندعي أنه يستغرق العمل المعارض. فالشعب السوري وحركته أغنى من أن تحصر في مشروع واحد أو توجه محدد. ومن المؤكد أنها ستفرز حالات متنوعة وأشكالاً مختلفة لمعارضة الاستبداد والنضال من أجل التغيير. 3- ضرورة تفعيل " إعلان دمشق "مطلب قطاعات واسعة من السوريين وهاجس جميع القوى التي اعتمدته كائتلاف وطني واسع، يشكل رافعة أساسية وهامة على طريق سورية الديمقراطية. 4- نعترف بمسؤوليتنا عن الإيقاع البطيء الذي سار عليه الإعلان حتى الآن. وربما قدمت حداثة التجربة، والطيف الواسع للمشاركين، وصعوبات العمل الميداني في الداخل بعض الأعذار في ذلك. 5- سوف تعلن قريباً هيكلية الإعلان وآلية عمله، والهيئات والمؤسسات التي ستتولى العمل العلني لتفعيله، داخل البلاد وخارجها وفي مختلف المجالات، عن طريق مكاتب متخصصة. 6- ستكون جميع الهيئات والمكاتب مشتركة بين الداخل والخارج، بنسبة الثلثين للداخل وثلث للخارج. 7- نحن الآن قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء من تشكيل لجان الإعلان في جميع المحافظات، وانتخاب ممثليها إلى هيئات الإعلان المختلفة. إضافة إلى تشكيل لجان مماثلة في النقابات المهنية وقطاعات الشباب والنساء. 8- الإعلان شديد الحرص على وحدة المعارضة، ويعتبر ذلك مهمة مقدسة. لذلك لن يدخر جهداً في الحفاظ على هذه الوحدة. وسوف يعالج جميع الصعوبات الناشئة بصبر وسعة صدر وروية، وبدلالة هذه الوحدة ومصلحة عملية التغيير، عن طريق الحوار والتعاون والتنسيق. وعلينا جميعاً أن نتحمل مسؤوليتنا في ذلك. 9- مشروعنا في إعلان دمشق ديمقراطي توافقي، وليس لأي طرف أن يأخذه إلى مكان لا يريده، أو يحاول أن يفرض أمراً لا يكون خياراً لجميع القوى أو معظمها. 10- لم تولد قوى الخارج في المنفى. وهي تستهدف التغيير في الداخل، ولدورها أهمية خاصة في هذا المجال. وانتصارها لا بد أن يكون في المكان الصحيح داخل البلاد. فليس للداخل من بديل. 11- لا شك بأن إعلان دمشق لا يمكن أن يقيد حركة الأحزاب والقوى والهيئات المشاركة فيه، على أن تكون الحركة في إطار التنسيق وباتجاه الهدف والتوافقات التي حددها الإعلان. 12- يتعرض الإعلان هذه الأيام لحملة ضغوط شديدة من السلطة، وليس من المستبعد الوصول إلى صدام معها. وهو يبدي استعداداً متزايداً لتحمل مسؤولياته وما يترتب عليها. ونتمنى عليكم مناقشة الاقتراحات والملاحظات والمبادرات اللازمة لتحسين الأداء والعمل. 13- لقد آن الأوان لنباشر الحوار حول الخطوط العريضة لبرنامج التغيير الديمقراطي، تمهيداً للاتفاق عليه وصياغته وإقراره. 14- نتمنى عليكم البحث بشأن وسائل الإعلام المتاحة أو التي يمكن توفرها، ووضعها في متناول الإعلان وقواه وشخصياته، للتعبير عن سياساته وأفكاره وإجراءاته وتقديمها للشعب السوري وللرأي العام الخارجي في نفس الوقت. 15- نعتقد إن المرحلة المقبلة تتطلب من قوى الإعلان في الخارج مزيداً من الوحدة والتنسيق فيما بينها، وبينها وبين الداخل، لفتح آفاق جديدة، تساهم في تعزيز عمل الإعلان. 16- تركيز الجهود على فضح انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الشعب وقواه في الداخل، وتنظيم حملات خاصة لإطلاق سراح السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي، باستخدام جميع الأشكال المتاحة لديكم، بما فيها جهود الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني. 17- سنكون بغاية الامتنان، إذا استطعتم تزويدنا بما يتوفر لديكم من أفكار ومعطيات وسياسات، تنشرها مراكز البحث العلمي ووسائل الإعلام العالمية حول تطورات الأوضاع في المنطقة ومستقبلها. 18- نحيي مبادرتكم في هذا اللقاء، لتحقيق التواصل والتنسيق بين معارضة إعلان دمشق والمغتربين السوريين في المهاجر من جهة، وبينكم وبيننا في الداخل من جهة أخرى. ونعتقد بأنها خطوة بالاتجاه الصحيح. ختاماً، نشكر جهودكم أفراداً وهيئات، ونثمن حماستكم وتضحياتكم من أجل العمل الوطني التغييري. واسمحوا لنا أن نقدر بشكل خاص جهود " التجمع السوري الديمقراطي - كندا، الذي احتضن لقاءكم وأتاح لنا هذه الفرصة. تحياتنا لكم جميعاً، وإلى اللقاء على أرض سورية الحبيبة وطناً ديمقراطياً وحراً ولكل أبنائه. 27 / 4 / 2006