بارزاني يرفض تهديدات تركيا حول العمال وكركوك

في رفض للتهديدات التركية بالتدخل في الشؤون العراقية الداخلية أكد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان مشكلة حزب العمال التركي الكردستاني لا تحل بهذه التهديدات وإنما بالمحادثات السلمية وقال ان قضية كركوك عراقية داخلية ولا يحق لأي دولة ان تتدخل فيها .. بينما دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني لدى بدء مباحثاته في دمشق اليوم سوريا الى مساعدة بلاده لاجتياز أزمتها الإنسانية الحالية .. في وقت بحث الرئيس العراقي جلال طالباني خطة امن بغداد مع نائب السفير الأميركي دانيال سبيكهارت ومع نائبيه في مجلس الرئاسة .
واكد بارزاني خلال اجتماع للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه ان مشكلة حزب العمال الكردستاني التركي التي تهدد تركيا بضرب قواعده في اقليم كردستان شمال العراق لا تتعلق بالحزب وانما هي مشكلة سياسية لا تحل إلا عبر المحادثات والطرق السلمية وليس عبر إطلاق التهديدات. وشكل العراق وتركيا والولايات المتحدة لجنة ثلاثية لبحث إنهاء وجود الحزب على الأراضي العراقية في وقت كانت الحكومة العراقية حظرت تواجد الحزب على أراضيها واعتبرته منظمة إرهابية . لكن السلطات التركية تتهم بين الحين والاخر الأحزاب الكردية العراقية بمساعدة الحزب وتقديم تسهيلات لقواعده هناك . وخلال الأسبوع الماضي اجرى بارزاني مباحثات مع الجنرال رالستون ممثل الرئيس الاميركي الخاص بملف حزب العمال الكردستاني الكردي لدى زيارته للإقليم .
وشدد بارزاني بحسب بيان عن الاجتماع الذي عقد في اربيل على "ان مشكلة كركوك قضية عراقية داخلية ولا يحق لأي دولة ان تتدخل بشأنها بما ان الدستور العراقي ينص على حلها وفق المادة (140) مشيدا بموقف الولايات المتحدة من الامر حيث تعد لتطبيق هذه المادة التي تنص على إجراء إحصاء سكاني في المدينة الشمالية الغنية بالنفط منتصف العام الحالي وإجراء استفتاء حول مصيرها بين الاستجابة إلى مطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم او ابقائها مستقلة كما يطالب التركمان والعرب فيها . وقد نظم 250 شخصا من عرب كركوك اعتصاما امس الاول احتجاجا على قرار ترحيل العرب الذين وفدوا الى المدينة خلال عقد الثمانينات في إطار سياسة التعريب التي انتهجها النظام السابق بهدف تغيير تركيبتها السكانية . وطالب المعتصمون الذين احتشدوا أمام المجلس الاستشاري العربي رئيس الوزراء نوري المالكي بعدم التصديق على القرار الذي أصدرته اللجنة العليا المعنية بتطبيق المادة 140 بهذا الخصوص . وقال رئيس المجلس الاستشاري العربي عبد الرحيم عبد الحسين إن الهدف من الاعتصام هو مطالبة أصحاب القرار بالعمل على التوحيد ونبذ الطائفية "والوقوف معنا لدعم عراقية كركوك" مؤكدا أن كل عراقي له الحق في الإقامة في أي مكان من العراق.
وإستعرض رئيس إقليم كردستان الاوضاع الامنية في بغداد وخطط الحكومة العراقية لتهدئة التوتر هناك مشيرا الى اللواءين العسكريين الكرديين اللذين أرسلا الى بغداد وقال ان قرار إرسالهما تم اعتبارا الى ان قوات البيشمركة تمثل جزءاً من الجيش العراقي. وحول المشاكل القائمة بين الولايات المتحدة وكل من إيران وسوريا اكد بارزاني ان الاكراد ليسوا طرفاً في هذه المشاكل مشددا على رفض جميع أشكال التدخلات الاقليمية في شؤون الاقليم والعراق. ودعا بارزاني الاجهزة الكردية الى الاهتمام بإعادة الاعمار وإضفاء صفة المؤسساتية على الاجهزة
الحكومية وإتخاذ خطوات مهمة بهذا الشأن خلال العام الحالي . ونفى صحة التقارير التي أشارت الى توطين اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في العراق في إقليم كردستان.

وقد طلب رئيس إقليم كردستان من فروع الحزب الديمقراطي تمتين علاقات الاخوة مع القوميات الاخرى التي تقطن الاقليم من تركمان وعرب ومسيحيين وغيرها وشددّ على ضرورة ان تكون هذه العلاقات بالمستوى المطلوب وان تتمتع هذه القوميات بكامل حقوقها في الاقليم.
المشهداني يدعو سوريا إلى مساعدة بلاده على حل أزمتها الانسانية
بدأ رئيس مجلس النواب العراقي في دمشق اليوم مباحثات مع عدد من المسؤولين فيها بهدف تعزيز العلاقات البرلمانية العراقية السورية وبحث اوضاع العراقيين المقيمين في سوريا والسبل الكفيلة بتخفيف معاناتهم الانسانية واستيضاح طبيعة الاجراءات السورية المتعلقة بدخول واقامة العراقيين .
وقد بدأ المشهداني مباحثاته باجتماع مع رئيس البرلمان السوري محمود الابرش .. وقال في تصريح للصحافيين ان زيارته تهدف الى مناقشة الآليات المناسبة للتخفيف عن كاهل الدول المستضيفة للاجئين العراقيين لاسيما الدول محدودة الموارد والامكانيات فضلا عن تبادل وجهات النظر حول اخر المستجدات في العلاقات بين البلدين والمنطقة وخاصة الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة ضد المقدسات الاسلامية في فلسطين والتي تمثل استفزازا جديدا لمشاعر العرب والمسلمين.

واشار المشهداني الى عمق العلاقات والروابط بين شعبي العراق وسوريا وتشابكها في مختلف المجالات معربا عن شكره وتقديره لحكومة وشعب سوريا على حسن استضافتها للجالية العراقية الضخمة لما يزيد عن ثلاث سنوات وتحمل الكثير من الاعباء جراء ذلك كما نقل المكتب الاعلامي للمشهداني في بيان ارسل الى "ايلاف" . وابدى المشهداني تفهمه لحق الدول في اتخاذ الاجراءات الامنية المناسبة لحماية وضمان امنها الوطني مؤكدا في الوقت نفسه اهمية مراعاة الاعتبارات الانسانية ولاسيما ان الشعب العراقي يمر بظروف انسانية صعبة وخطرة وبحاجة الى دعم ومساعدة اشقائه سواء في سوريا او في باقي الدول العربية فضلا عن مساعدة دول الجوار والمجتمع الدولي لتجاوز المرحلة الاستثنائية الراهنة التي يمر بها.
واعرب المشهداني عن ثقته "بتفهم الاخوة السوريين للظروف التي يمر بها الشعب العراقي وحرصهم على مساعدته وتخفيف معاناته مناشدا اياهم اعادة النظر في الاجراءات الاخيرة المتعلقة باقامة العراقيين". ومن جهته اشار الابرش الى ان سوريا ترحب بالعراقيين في اي وقت وبغض النظر عن مدة اقامتهم موضحا ان الاجراءات الاخيرة تستهدف الخارجين عن القانون فحسب. وسيلتقي المشهداني في وقت لاحق مع وزراء الخارجية وليد المعلم و الداخلية اللواء بسام عبد المجيد والاعلام محسن بلال.
ومن جهتها اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف ان آلاف العراقيين في الاردن وسوريا سجلوا اسماءهم لدى هذه المفوضية التابعة للامم المتحدة خلال الايام الماضية خشية ان يتم ترحيلهم الى بلدهم بالقوة.
وقال المتحدث باسم المفوضية رون ريدموند خلال مؤتمر صحافي ان مكتب المفوضية في دمشق سجل يومي الاحد والاثنين اسماء اكثر من خمسة الاف شخص.

وفي عمان التقى طاقم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الاردن خلال هذين اليومين حوالى 700 عراقي وسجل اسماء ربعهم تقريبا . واوضح ريدموند "زدنا بشكل ملموس قدراتنا على تسجيل الاف العراقيين الذين يتوجهون الى مكاتبنا في دمشق وعمان كان هناك تدفق كبير على مكتب دمشق الامر الذي جعلنا نستدعي السائقين والحراس الامنيين واشخاصا اخرين يعملون في مكاتبنا للمساعدة على الاستقبال". وتقدر الامم المتحدة بمليوني شخص عدد العراقيين الذين فروا من اعمال العنف وتوجه معظمهم الى سوريا والاردن واشار ريدموند الى ان العديد منهم لم يسجلوا اسماءهم لدى دوائر المفوضية العليا للاجئين. كما تشير التقديرات ايضا الى نزوح حوالى مليون و800 الف عراقي داخل بلدهم .
ومن جهة اخرى وصل المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس الى واشنطن لإجراء محادثات حول هذه الازمة الانسانية مع السلطات الاميركية. ومن المقرر عقد مؤتمر حول اللاجئين والنازحين العراقيين منتصف نيسان (ابريل) المقبل في جنيف. وخلال زيارة له لدمشق الاسبوع الماضي دعا غوتيريس الاسرة الدولية الى تقديم دعم كبير الى سوريا والاردن لمساعدتهما على ادارة شؤون العراقيين الذين لجأوا الى هذين البلدين.