مقتل 5 في مواجهات بين الأمن السوري و"ارهابيين" بدمشق

اعلنت قوات الامن السورية انها تصدت الجمعة 2-6-2006 لـ"مجموعة ارهابية متطرفة" في قلب العاصمة السورية ما ادى الى مقتل 4 من عناصر المجموعة واصابة 2 بجروح والقاء القبض على اربعة اخرين، في حين قتل عنصر من قوى الامن. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله ان "قوات الامن المختصة تصدت فى ساعة مبكرة من صباح اليوم لمجموعة ارهابية متطرفة بعدما اشتبهت بها في منطقة الجمارك خلف ساحة الامويين بدمشق". ووقعت العملية على بعد امتار من ساحة الامويين التي تضم اضافة الى مبنى الاذاعة والتلفزيون العديد من المباني العامة بينها مكتبة الاسد الوطنية ودار الاوبرا. وتقع المباني المهجورة المستهدفة قرب مجمع الجمارك والمقر العام لقيادة اركان الجيش. واضاف المصدر نفسه انه "تم التعامل مع افراد المجموعة الارهابية وان الاشتباك اسفر عن مقتل اربعة من الارهابيين وجرح اثنين والقاء القبض على اربعة اخرين". وتابع المصدر ان "احد عناصر المجموعة الامنية استشهد وجرح اخران وما زال التحقيق جاريا مع افراد المجموعة الارهابية المعتقلين". ولم تورد وكالة سانا اي تفاصيل عن هوية المهاجمين واكتفت بالقول انهم يشكلون "مجموعة ارهابية متطرفة". واكد المصدر انه "سيتم تقديم الارهابيين المعتقلين الى القضاء المختص بعد استكمال التحقيقات معهم". وقال مسؤول في وزارة الداخلية السورية انه "صودر من الارهابيين عشر بنادق اميركية الصنع مع ذخائرها وذخيرة اضافية لها اضافة الى عبوات متفجرة مصنعة محليا واشرطة تسجيل لخطب ومواعظ دينية". واظهرت العناصر الاولى للتحقيق انه "جرى تأمين السلاح (للمهاجمين) من دولة مجاورة للقيام باعمال تخريبية تستهدف بعض الاهداف الحيوية والمصالح الوطنية". وعرض التلفزيون السوري مشاهد لجثث الارهابيين الاربعة المفترضين، فضلا عن مشاهد لاسلحة مصادرة بينها بنادق رشاشة. وقال مقدم نشرة الاخبار ان هذه الاسلحة "اميركية الصنع وغير موجودة في سوريا". وعاد الهدوء ظهر اليوم الى مكان المواجهات وسجلت زحمة سير في يوم العطلة الاسبوعية في سوريا، لكن مراسل وكالة فرانس برس لم يتمكن من الاقتراب من المباني التي استهدفت. وهي المرة الاولى تقع فيها عملية مماثلة على مقربة من المباني العامة منذ النزاع المسلح بين جماعة الاخوان المسلمين المحظورة والسلطة السورية في الثمانينات. وهذه العملية هي الاخيرة ضمن سلسلة هجمات اعلنت دمشق حصولها منذ اشهر عدة، وكانت السلطات اعلنت في مارس/اذار مقتل "ارهابيين" اثنين خلال تبادل للنار مع قوات الامن في منطقة الزبداني شمال العاصمة السورية. وكانت اعلنت عام 2005 القضاء على خلية تابعة لمجموعة متطرفة اسمها "تنظيم جند الشام" كانت تخطط وفق السلطات لاعتداءات ضد اهداف في دمشق ومحيطها وخصوصا قصر العدل. وياتي اعلان هذه الهجمات في مناطق مختلفة من سوريا فيما دمشق متهمة من جانب واشنطن بدعم الارهاب وتخضع لمزيد من الضغوط الاميركية للاشتباه في ضلوع الاجهزة الامنية السورية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005 في بيروت.
وكان فايز الصايغ مدير هيئة الاذاعة والتلفزيون السورية قال لرويترز في وقت سابق ان دورية للشرطة شاهدت المسلحين واشتبكت معهم في ساحة الامويين التي توجد بها حراسة مكثفة في وسط دمشق.وأردف قائلا انها منطقة رئيسية بدمشق ومليئة بالمنشآت الامنية والفنادق والمباني الحكومية الاخرى .
واضاف ان قوات الامن تعاملت بشكل فعال مع المجموعة مثلما يظهر من عدد الاصابات في صفوف افرادها.وقال شاهد عيان من رويترز ان حركة المرور كانت عادية قرب مبنى التلفزيون. ولم يكن هناك ما يشير الى زيادة التواجد الامني.
واشتبكت القوات السورية مع متشددين اسلاميين عدة مرات في العام الماضي وعادة خلال مداهمات لاعتقالهم.واعلنت السلطات في ديسمبر كانون الاول انها عثرت على مصنع للقنابل في مدينة حلب الواقعة في شمال سوريا يعود لجماعة متشددة قالت السلطات انها كانت تراقب مسؤولين حكومين ومنشآت رسمية.
وقال المحلل السياسي ثابت سالم ان من المحتمل ان يكون المسلحون الذين تورطوا في حادث يوم الجمعة أعضاء في تنظيم اسلامي متشدد مشابه للتنظيمات التي واجهتها السلطات في الاونة الاخيرة. وتقول سوريا ان الغزو الذي قادته امريكا للعراق عام 2003 تسبب في ظهور المتشددين في المنطقة.
وتضغط الولايات المتحدة على دمشق لاغلاق حدودها الشرقية لمنع المتشددين من عبورها الى العراق لمحاربة القوات الامريكية هناك.وتقول سوريا انها تبذل قصارى جهدها ولكنها تدعو واشنطن وبغداد الى بذل المزيد.وفي اوائل الثمانينات سحقت سوريا تمردا أصوليا قاده الاخوان المسلمون مما أدى الى قتل وسجن الالاف